للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد حكى بعض العلماء أن من الأسباب الداعية إلى الغيبة: اشفاء الغيظ, ومن اتقى الله لم يشف غيظه, ومن أسباب الغيبة حب موافقة الأقران, ومجاملة الرفقاء والخلان, وذلك خلق غير محمود, ومن الأسباب الداعية إلى الغيبة إرادة التصنع, والمباهاة, والتمثيل, والاستهزاء, والسخرية, والحسد, واللعب, وكل ذلك مذموم.

ويرحم الله محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني حيث يقول:

إياك إياك أعراض الرجال وإن ... راقت بفيك فإن السم في الدسم (١)

أما أبو العتاهية فهو يقول:

إياك والغيبة والنميمة ... فإنها منزلة ذميمة (٢)

ولبعض الشعراء:

لا تهتكن من مساوي الناس ما ستروا ... فيهتك الله ستراً من مساويك

واذكر محاسن ما فيهم إذا ذكروا ... ولا تعب أحداً منهم بما فيك (٣)

وإنما يجترئ على اغتياب الناس كثير الخطايا والذنوب والعيوب, وكفى بالمرء شراً أن لا يكون صالحاً وهو يقع في الصالحين, قال المتنبي:

وَإِذا أَتَتكَ مَذَمَّتي مِن ناقِصٍ ... فَهِيَ الشَهادَةُ لي بِأَنِّيَ كامِلُ


(١) - ديون ابن الأمير ص٣٦٥. وهو العلامة المحدث المحقق الإمام محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الكحلاني الصنعاني أبو إبراهيم عز الدين. (١٠٩٩-١١٨٢هـ/١٦٨٨-١٧٦٨م) صاحب التصانيف الفائقة المشهور بالأمير الصنعاني, من كتبه (توضيح الأفكار شرح تنقيح الأنظار - ط) في مصطلح الحديث (سبيل السلام شرح بلوغ المرام من أدلة الأحكام لابن حجر العسقلاني - ط) ، (منحة الغفار) حاشية ضوء النهار (اليواقيت في المواقيت - خ) ، وغيرها الكثير. وله (ديوان شعر - ط) .
(٢) - ديوان أبي العتاهية ص٤٤٦.
(٣) - العقد الفريد ج٢ص١٨٣ , والموسوعة الشعرية ص٢٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>