للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حظوة منك , لانه منحه رزق النفوس رزق الارواح وهي المعارف (١) , قال تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} (٢) .

[ثمرة معرفة اسم الله الغني المغني الرزاق]

اذا عرف المكلف ان الله جل وعلى هو الغني المغني الرزاق أمن به وتعبد لله خاضعا خاشعا متذللا لربه لإنه قد علم ان فقر العباد الى الله لاينفك عنهم فهم بحاجة الى خالقهم في كل الاحوال قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} (٣) , فالغني من الناس لم يزل عبدا فقيرا بذاته الى بارئه وفاطره ورازقه , ولما كان الفقر الى الله سبحانه هو عين الغنى به فأفقر الناس الى الله اغناهم به واذلهم له واعزهم , واضعفهم بين يديه اقواهم , فالغنى على الحقيقة لايكون إلا لله الغني بذاته عما سواه , فهو الاحد الصمد الغني الحميد , ومن اداب العبودية ان يرجع العبد الى ربه في طلب كلما يريده , ولذلك فإنه يجب على كل مسلم ان يعلم ان الله وحده هو الغني الحميد وان لا رازق ولا -رزاق الا الله تعالى على الاطلاق وحده , وغيره ان رزق واعطى فإنما يرزق من رزق الذي اعطى.


(١) - اسماء الله الحسنى ج ١ص ٢٧٦
(٢) - سورة يوسف آية (٢٢)
(٣) - سورة فاطر آية (١٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>