للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن عاشَ عاشَ بِخاطِرٍ مُتَصَرِّفٍ.....مُتَنَقِّلٍ في الضيقِ طَوراً وَالسَعَه

وَالمَرءُ يَضعُفُ عَن عَزيمَةِ صَبرِهِ ... فَيَضيقُ عَن شَيءٍ وَعَنهُ بِهِ سَعَه

وَالمَرءُ يَغلَطُ في تَصَرُّفِ حالِهِ ... وَلَرُبَّما اِختارَ العَناءَ عَلى الدِعَه

كُلٌّ يُحاوِلُ حيلَةً يَرجو بِها ... دَفعَ المَضَرَّةِ وَاِجتِلابَ المَنفَعَه

وَالمَرءُ لا يَأتيهِ إِلّا رِزقُهُ ... فَاِقنَع بِما يَأتيكَ مِنهُ في دِعَه (١)

[الاخذ باسباب السعادة في الدنيا سبب للحصول على السعادة في الاخرى]

ان رسل الله جاؤوا من عند الله لاقامة العدل, وتلطيف السلوك البشري, وتعليم الناس عبادة ربهم, وما يسعدهم وينفعهم في الدنيا والاخرة, وقد افاض الله على الانسان في هذه الحياة من النعم والخيرات, مايجعله ينعم ويبتهج ويكون مسرورا, وعندما ياخذ بتعاليم الشريعة فانه يحس بانه يعيش في مجتمع يرفق القوي فيه بالضعيف ويرعى الكبير الصغير, فتعم الطمأنينة كافة ابناءه فيحصل الرضا والتكافل والترابط بين كافة ابناء المجتمع, فالايمان حيمنا يتجاوز بالمظهر الى الروح والقلب والعقل فانه يؤثر في السلوك والشعور والتفكير فيحدث الانسجام بينما يقوله المرء ويفعله وبينما يؤمن به من القيم والمثل, وهذا يجعل بني الانسان في حالة تعارف وتالف مع ما كان وماهو كائن, مع رسالات الله ورسله اجمعين, وذلك ما يحمل في طياته السعادة والطمأنينة والهناء, وهو ما يعتلج في القلب والعقل والروح, فتفيض جوارح الانسان واحاسيسه خيرا وطيبه, فهو في أمن على حياته وفي أمن على مستقبله, فلااضطراب ولا تذبذب, فهو في تواصل


(١) - هذه الابيات لابي العتاهية.

<<  <  ج: ص:  >  >>