للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التواضع]

التواضع: من الخلال الحميدة, والصفات الحسنة, فالتواضع شعار الإيمان, ونور الإسلام, ومنبع الرضى, ودلائل قبول الله جل وعلا, والمتواضع يمده الله بعنايته, ويحيطه برعايته, ويستره ويظله برضوانه, والمتواضع حبيب الله تعالى وحبيب رسوله صلى الله عليه وآله وسلم, قريب من الله ورسوله, فهو بتواضعه ينال صفات الأخيار ويحظى بدرجات عظيمة من الله الواحد القهار, والمتواضع ينجو من ظلم الناس فيفوز بالسعادة والسيادة والعز, وفي محكم التنزيل: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} (١) , فخلق المؤمنين التواضع, والابتعاد عن الكبرياء والترفع عن الخيلاء, والإحسان إلى الفقراء, وإكرام الأتقياء, لذلك يبارك الله في أموالهم, فترتفع المضرة عنهم بلطف الله الخفي, والمتواضع يسود ويعظم في القلوب ويكرم, ويرفعه الله في الدنيا, ويبلغه في الآخرة الدرجات العلا, فيثبّت له بتواضعه في القلوب منزلة محبوبة, ومكانة مكينة مرموقة في الدنيا والآخرة, فالاختيال على الناس حماقة, والتواضع عز وريادة, وقد أوحى الله إلى نبيه من الحكمة ما فيه الخير والنعمة والريادة, فقال جل شأنه: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً * كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً* ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} (٢) ، أي لا تكن في مشيك ذا


(١) - سورة المنافقون الآية (٨) .
(٢) - سورة الإسراء الآيات (٣٧-٣٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>