للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الرشد إلى طاعته, وهو الذي ارشد الخلائق إلى هدايته, فانظر إلى الفتية الذين امنوا بربهم وسالوه الرحمة والرشاد, كما حكى الله عنهم ذلك في محكم الكتاب فقال: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا} (١) والرشيد من الناس من اخلص الطاعة لله, والغني من اثر القناعة, فاغتنم عمرك في طاعة ربك قبل ان يذهب شبابك وتنقضي اوقاتك, قال الشاعر:

مَضى مِن شَبابِكَ ما قَد مَضى ... فَلا تُكثِرَنَّ عَلَيه البُكا

وَشَعَّلَ شَيبُكَ مِصباحَهُ ... وَلَستَ الرَشيدَ أَما قَد تَرى (٢)

[دعاء الله باسمه الرشيد]

ياالله ياحكم يارشيد ارشدني والمؤمنين إلى أحب الأعمال اليك والى كل اسم قد عظم لديك واعني ياالله يارشيد إلي الوقوف ببابك الكريم والعكوف بين يديك, وارشدني إلى كل عمل يقربني اليك وأسعدني بإرشادك واهدني إلى كل عمل ينفعني وينفع عبادك, وأبعدني والمؤمنين عن الغي والمهالك, (اللَّهُمَّ ذَا الْحَبْلِ الشَّدِيدِ وَالْأَمْرِ الرَّشِيدِ أَسْأَلُكَ الْأَمْنَ يَوْمَ الْوَعِيدِ وَالْجَنَّةَ يَوْمَ الْخُلُودِ مَعَ الْمُقَرَّبِينَ الشُّهُودِ الرُّكَّعِ السُّجُودِ الْمُوفِينَ بِالْعُهُودِ إِنَّكَ رَحِيمٌ وَدُودٌ وَأَنْتَ تَفْعَلُ مَا تُرِيدُ اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هَادِينَ مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ سِلْمًا لِأَوْلِيَائِكَ وَعَدُوًّا لِأَعْدَائِكَ, نُحِبُّ بِحُبِّكَ مَنْ أَحَبَّكَ وَنُعَادِي بِعَدَاوَتِكَ مَنْ خَالَفَكَ, اللَّهُمَّ


(١) - سورة الكهف الاية (١٠) .
(٢) - هذان البيتان لابن المعتز.

<<  <  ج: ص:  >  >>