للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا) (١) , وفي رواية: (إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا) (٢) , فالحديث صريح في وجوب المحافظة على الأمانة وحفظ الأسرار بين الزوجين, وان الأزواج الذين ينشرون أسرار أزواجهم شر الناس عند الله تعالى منزلة يوم القيامة.

أمانة الزوج تقتضي عدم جواز تخوين أهله

إن الزوج الأمين يرعى زوجته ويكرمها ويحافظ على أمانته فيها ويرحمها, ويشعرها بالأمان ولا يتخونها, فالغيرة المذمومة في الأزواج هي تلك التي تدعوهم إلى طلب التماس عثرات زوجاتهم أو التجسس عليهن وتخوينهن ومقتهن في أخلاقهن, فقد جاء في الحديث: (أن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يَطْرُقَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ لَيْلاً يَتَخَوَّنُهُمْ أَوْ يَلْتَمِسُ عَثَرَاتِهِمْ) (٣) .

[أمانة الزوجة تقتضي حفظ أسرار زوجها]

الزوجة مؤتمنه على حفظ أسرار زوجها, وحفظ أمواله, وتربية أولاده, ومراعاة عدم الخروج من منزله إلا بإذنه, وعدم إيطاء فراش الزوج من يكره, فلا تدخل أحداً منزله وهو يكره دخوله, فالزوجة مؤتمنة وملزمة بإطاعة زوجها في غير معصية, والمرأة الصالحة الأمينة هي التي تحفظ معروف زوجها وتطيعه فيه, وفي الذكر الحكيم: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا


(١) - أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم افشاء سر المرأة حديث (١٤٣٧) .
(٢) - أخرجه مسلم في صحيحه باب تحريم افشاء سر المرأة حديث (١٤٣٦) .
(٣) - أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإمارة باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً لمن ورد من سفر حديث (٧١٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>