للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ * قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ * قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ * وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ * أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} (١)

[الموت ومفارقة الروح الجسد]

الموت ضد الحياة, وقد عد الرماني (٢) الموت والحتف والمنون والسّام والحمام والردى والحين والثكل والوفاة والهلك وشعوب والمنية الفاظا مترادفة, والموت يعني مفارقة الروح للجسد, فاذا كانت الروح تدْخل في الإنسان بعد تخلقه بدنيا وبعد ان يتخلق المخ في رأسه اي بعد اربعين يوما الا ان الروح هي اول مايخرج من الإنسان عند وفاته, يتلوها موت الدماغ, ثم موت الجسد, فاذا خرجت الروح فقد الجسد بعدها القدرة على الحياة والتفاعل ويفقد طاقته ويتوقف القلب عن الحركة, وفي الذكر الحكيم: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ * وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ


(١) - سورة الصافات الآيات (٥٠-٦١) .
(٢) - هو ابو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله المعروف بالرماني النحوي المتكلم احد الأئمة المشاهير. جمع بين علم الكلام والعربية مولده في سنة ٢٩٦هـ وتوفي سنة ٣٨٤هـ وصنف تفسيرا وله شرح كتاب سيبويه وشرح جمل ابن السراج وصنعة الاستدلال في الكلام وغير ذلك وقال: القمطي له نحو مائة مصنف وانظر في ترجمته وفيات الاعيان لابن خلكان وطبقات النحاة للسيوطي وانظر الالفاظ المترادفة ص٢٦ الطبعة المحمودية بمصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>