للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (١) وفي الحديث النبوي الشريف: (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) (٢) والزكاة طهارة وبركة تنفع الفقراء وتطهر الاغنياء وتزكيهم, قال الشاعر:

وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً ... لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ (٣)

وقال اخر:

وَأَحسَبُ الناسَ لَو أَعطَوا زَكاتَهُمُ ... لَما رَأَيتُ ذوي الإِعدامِ شاكينا (٤)

[الحكمة من فريضة الزكاة]

ان المال كالفاكهة الجميلة اللون, الشهية المذاق, وقد اراد الله ان ينعم جميع البشر بهذه الفاكهة وطعمها ويستمتع الجميع بلونها فاقتضت حكمته ان يفترض على المال الذي في يد الاغنياء زكاة يؤدونها للفقراء فيعم الخير جميع الناس ويستمتع بالمال الفقير والغني, فهي تطهر الاغنياء وتزكيهم وتنفع الفقراء وتواسيهم وتحد من الاثرة والشره والحرص, فميل الطباع الى اقتناء المال معروف, بيد ان من الناس من يضل يطعم من هذا المال حتى تقتله التخمة. ومنهم من يدخره ويجوع ومنهم من يختطف مافي ايدي


(١) - سورة التوبة الآية (٦٠) .
(٢) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٢١) .
(٣) - هذا البيت لـ (جرير) .
(٤) - هذا البيت لـ (ابي العلاء المعري) .

<<  <  ج: ص:  >  >>