للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاخرين الى جانب نصيبه المفروض. ومنهم من يشغله القلق خشية الحرمان, ومنهم من يشغله القلق في طلب المزيد, فافترض الله الزكاة رحمة وفضلا وبركة وعدلا لتزكي النفوس وتطهرها ولتكون دعامة يقوم عليها اصلاح شؤن الفقراء والمساكين, ويلم بها شعثهم, ويجتمع بها شملهم مع الاغنياء فيكون الجميع كالاسرة الواحدة, ومن هنا يتبين لنا ان الزكاة ليست احسانا فرديا, وان اعتبارها كذلك يخرج بها عن معانيها بل هي ضريبة تؤخذ من اموال الاغنياء وتصرف في الطبقة الفقيرة المحتاجة من غير سؤال ولامنة في العطاء, فليس فيه اذلال بل معونة كريمة وسد حاجة, فهي تؤخذ من اموال الاغنياء اجبارا, فالاسلام لم يجعل فريضة الزكاة ترجع لهذا الشخص ان شاء اعطى وان شاء منع بل جعلها اجبارية لانها حق للفقير في مال الله الذي اعطاه للغني, فكان حقا على من يلي السلطة العامة ان يجمع الزكاة ويوزعها بالعدل, وقد خاطب الله رسوله بقوله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} (١) وفي سورة المعارج يقول العزيز الحكيم: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} (٢) . وفي الحديث النبوي الشريف (إن الله فرض على الأغنياء في أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم فإن جاعوا أو عروا وجهدوا فبمنع الأغنياء وحق على الله أن يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه) (٣)


(١) - سورة التوبة الآية (١٠٣) .
(٢) - سورة المعارج الآية (٢٤) .
(٣) - رواه البيهقي في السنن الكبرى حديث رقم (١٢٩٨٥)

<<  <  ج: ص:  >  >>