للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول أن فعولا في صفات الله سبحانه وتعالى فاعل كغفور بمعنى غافر وشكور بمعنى شاكر وصبور بمعنى صابر وقيل بل هو بمعنى مودود وهو الحبيب وبذلك فسره البخاري في صحيحه فقال الودود الحبيب والأول أظهر لاقترانه بالغفور في قوله وهو الغفور الودود وبالرحيم في قوله إن ربي رحيم ودود وفيه سر لطيف وهو أنه يحب التوابين وأنه يحب عبده بعد المغفرة فيغفر له ويحبه كما قال إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين فالتائب حبيب الله فالود أصفى الحب وألطفه (١) .

[ثمرة معرفة اسم الله الودود]

اذا عرف المكلف ان الله سبحانه وتعالى الودود الذي يكرم عباده ويحسن الى جميع خلقه وانه الذي يخلق المودة بين خلقه وانه لاودود على الاطلاق الا الله سبحانه وتعالى وجب عليه ان يؤمن به وان يخلص في محبته له, وان تكون محبته في قلبه غالبة لكل محبة وان يكون شاكرا لنعمه وفضله مخلصا في عابدته لربه وكيف لاتكون محبة الله في قلب عبده المؤمن سابقة لكل محبة وغالبة عليها وهو يعلم ان مامن نعمة كانت عليه او على غيره في السماوات او في الارض او هي كائنة الا وهي من فضل ربه تودد بها الى خلقه فله الحب وله الحمد وله الشكر وله الثناء كله, فسبحان من اودع محبته في قلوب المؤمنين المتقين من عباده فاثمرت الثناء عليه والاكثار من ذكره والتقرب اليه بالفرئض والنوافل والفوز برضاه والانس بقربه وتحقيق


(١) - روضة المحبين وجنة المشتاقين لابن القيم ص٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>