للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فراق الصديق المتلون]

قال اسحاق الموصلي: "ذكرت للعباس العلوي رجلاً فقال: دعني أتذوق طعم فراقه, فهو والله لا تشجى له النفس, ولا يدمى لفراقه الجفن". وقيل: "لا تصحب من لا يرى لك في الود مثلما ترى له". وقيل: "شغل المرء بمشتغل عنه مسقطة من العيون وإقباله على معرض عنه معرضة به لسوء الظنون", قال الشاعر:

إذا لم يزل صاحبي يلتوي ... فقطع قرابته أروج

[مفارقة جليس السوء]

أجهل الناس من استأنس بالوحدة, واستكثر من الخلوة, وقيل: اياك من العزلة فإن في ملاقاة الناس معتبراً نافعاً, ومتعضاً واسعاً, فإن البيت رمس ما لزمته, قال الشاعر:

وحدة الإنسان خير ... من جليس السوء عنده

وجليس الخير خيرٌ ... من جلوس المرء وحده (١)

[وفاء الصديق]

نعم الخل الرضي, والصديق الوفي, والجليس الذكي التقي, فمن لا وفاء له لا خلق له, وفي الأمثال السائرة: الصديق عند الضيق, وحافظ على الصديق ولو في الحريق.


(١) - محاضرات الراغب صص٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>