للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبل، وأرسل الرسل، وأنزل الكتب، وأزاح العلل، ومكن من أسباب الهداية والطاعة بالأسماع والأبصار والعقول، وهذا عدله، وأن لا عدلٌ على الإطلاق إلا لله وحده، وجب عليه أن يؤمن به، وأن يؤمن بأن كل قضاء الله عدل، وأن يسلم لأمر الله ونهيه وقضائه وقدره، وأن يتحلى بالعدل في أقواله وأفعاله وأحكامه امتثالا لأمر الله سبحانه, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً} (١) ، فالمؤمن يكون عادلاً مع نفسه وأهله يخاف الظالم من عدله، ويرجو المظلوم منه إعانته على اخذ حقه، فهو يسوي بين الفقير والغني، والضعيف والقوي، والقريب والأجنبي، ويعدل بين الأهل والعيال, ويأخذ بهدي النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلادِكُمْ) (٢) .

ولله در احمد شوقي حيث يقول:

لَم يُعادِ اللَهُ العَبيدَ وَلَكِن ... شَقِيَت بِالغَباوَةِ الأَغبِياءُ

وَإِذا جَلَّتِ الذُنوبُ وَهالَت ... فَمِنَ العَدلِ أَن يَهولَ الجَزاءُ

[دعاء الله باسمه وصفته العدل]

يا الله يا حكم يا عدل نسألك أن تصلي على محمد وازواجه وذريته واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وان تحملنا والمؤمنين على


(١) - سورة النساء (١٣٥) .
(٢) - أخرجه البخاري في صحيحه باب الاشهاد في الهبة حديث (٢٤٤٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>