اذا عرف المكلف ان الله المقدم المؤخر النافع الضار الخافض الرافع, وانه يقدم ماشاء من خلقة بعلم وحكمة, ويؤخر من يشاء بعدل وحكمة وجب عليه ان يؤمن به, وان يقدم ماقدمه الله, ويؤخر ما اخره, يقدم الاعمال الصالحة, ويقدم زكاة ماله, ويقدم الخير والاحسان, قال تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}(١) فمن عرف ان المقدم والمؤخر هو الله سبحانه وتعالى لم يكن له امان, بسبب كثرة الطاعات, ولايأس بسبب كثرة المعاصي, فهو يخاف الله فيما ياتي ويذر, ويثابر في عبادته, ويجتهد في طاعته, لانه يعلم بان الله يقدم من احبه وادى فرائضه وقدم ماله, فهو القادر على ان يقدم رتبته ومكانته ويؤخره عن كل امر فيه اثم وقطيعة رحم, وهو القادر على ان يلقي محبته في قلوب عباده ويجعل له ذكرا حسنا