للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر:

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة ... ولكن اخوان الثقات الذخائر

وقيل: "القريب من قرب نفعه", وقيل: "يدك منك وإن كانت شلا", وإنما الناس جماعة واحدة خيرهم من جمعهم على البر والصدق والهدى".

قال الشاعر:

يُعرّفك الاخوان كل بنفسه ... وخير أخ ما عرفتك الشدائد

[مبدأ الوحدة الإنسانية والمساواة البشرية]

كان الإنسان موزعاً بين قبائل وأمم, وطبقات بعضها دون بعض, وقوميات ضيقة, وكان التفاوت بين هذه الطبقات تفاوتاً هائلاً, كتفاوت ما بين الإنسان والحيوان, وبين الحر والعبد, وبين العابد والمعبود, لم تكن هناك فكرة عن الوحدة والمساواة إطلاقاً, فأعلن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد قرون طويلة من الصمت المطبق, والظلام السائد, وذلك الإعلان الثائر, المدهش للعقول, القالب للأوضاع: (يا أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب إن أكرمكم عند الله أتقاكم وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى) . وهذا الإعلان يتضمن إعلانين هما الدعامتان اللتان يقوم عليهما الأمن والسلام, وعليهما قام السلام في كل زمان ومكان وهما: وحدة الربوبية ووحدة البشرية, فالإنسان أخو الإنسان من جهتين: الجهة الأولى -وهي الأساس- أن الرب واحد, والجهة

<<  <  ج: ص:  >  >>