للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الى مثل ذلك فانه لهم على المؤمنين الا من حارب في الدين) (١) وقد جاء في الذكر الحكيم: {وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (٢)

قال قيس ابن زهير:

فيا ابني بغيض راجعا السلم تسلما وان سبيل الحرب وعرٌ مضلة ... ولا تشمتا الاعداء يفترق الشمل وان سبيل السلم آمنةٌ سهل

وأما أحمد شوقي فهو يقول:

ما زِلتَ تَطرُقُ بابَ الصُلحِ بَينَهُما ... حَتّى تَفَتَّحَتِ الأَبوابُ وَالسُدَدُ

ويغفر الله للقائل:

وَلَو تابَعوا قَولَ الإِلَهِ وَأَمرَهُ ... لَقالوا بِأَنَّ الصُلحَ لِلخَلقِ أَصلَحُ

[خيانة الأوطان جناية]

إن مما ينبغي أن يتحلى به المرء الوفاء للأوطان, والحفاظ فيها على الأهل والإخوان, وعدم التفريط بها والتخلي عنها, والمحافظة على دين الله الحق سبحانه وتعالى فيها, وإماطة الأذى عن سكانها في طرقهم وأسواقهم وحدائقهم ومتنزهاتهم, والحرص على ديمومة أمنهم واستقرارهم, وعمارة مساجدهم, ونظافة أسواقهم, وإقامة شعائر دينهم, واستقامة أخلاقهم, وقال بعض الأدباء: أن "من لا خير فيه لدينه لا خير فيه لوطنه" لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنية غادراً فاجراً, فهو بنقض عهد الله أغدر وأفجر,


(١) - السيرة النبوية للندوي ص٤٩١.
(٢) - سورة الانفال الآية (٦١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>