للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما نيقولاوس الصائغ (١) فهو يرى أن المنون شرف إذا وضعت على حريته الأغلال والقيود وذلك حيث يقول:

شرفي المَنُونُ وقد غدت حُرّيَّتي ... أَسراً بذي الأَغلالِ والاقيادِ

[لوم الحر نجاة له]

إن الإنسان الحر لا يأتي شيئاً يندم على فعله, وإذا وقع في أمر مشين كانت الإشارة إليه والإرشاد له أكبر معين له على الرجوع إلى الحق, فهو لا يحتاج إلى تقريع ولا إلى ترويع, وقد جاء في شعر يزيد بن مفرع الحميري:

لَهفي عَلى الأَمرِ الَّذي ... كانَت عَواقبُهُ نَدامَه

العَبدُ يُقرَعُ بَالعَصا ... وَالحُرُّ تَكفيهِ المَلامَه (٢)

وإلى مثل ذلك ذهب ابن دريد حيث يقول:

وَاللَومُ لِلحُرِّ مُقيمٌ رادِعٌ ... وَالعَبدُ لا تَردَعُهُ إِلّا العَصا

أما عبد يغوث بن وقاص فهو يرى غير ذلك فيقول:

أَلا لا تَلوماني كَفى اللَومَ ما بِيا ... وَما لَكُما في اللَومِ خَيرٌ وَلا لِيا

أَلَم تَعلَما أَنَّ المَلامَةَ نَفعُها ... قَليل وَما لَومي أَخي مِن شمالِيا (٣)


(١) - نقولا (أو نيقولاوس) الصائغ الحلبي, (١١٠٣-١١٦٩هـ) , شاعر، كان الرئيس العام للرهبان الفاسيليين القانونيين المنتسبين إلى دير مار يوحنا الشوير.
(٢) - انظر ترجمة يزيد بن مفرع الحميري وشعره في لباب الأدب ص٢٩٨ , وفي الشعر والشعراء ج١ص٢٧٦.
(٣) - انظر المفضليات ص١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>