للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حراسة باطنة عن كل فكر وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله، وتعبَّد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه، فإن الله يراه (١) .

فإذا الله كان رقيباً على دقائق الخفيات، مطلعاً على السرائر والنيات، كان من باب أولى شهيداً على الظواهر والجليات، وهي الأفعال التي تفعل بالأركان أي الجوارح (٢) .

[ثمرة معرفة اسم الله الرقيب, الشهيد]

اذا عرف المكلف ان الله سبحانه وتعالى رقيب عليه وعلى كل مخلوق, وأنه المطلع على الضمائر, الشاهد على السرائر الذي يعلم ويرى, ولا يخفى عليه السر والنجوى, وانه على كل شي شهيد عليم, وجب عليه ان يؤمن به, قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} (٣) فمن اللوازم القطعية للايمان باسم الله الرقيب الشهيد الاستقامة, فمن صح علمه بان الله عليه رقيب شهيدلم يفن عمره في البطاله, ولم ينفق اوقاته في الغفلات, بل يصل اوقاته في طاعة الله ليله ونهاره, وجهده بكده في احساسه, واختلاف انفاسه, فمن راقب الله في سره وجهره واتقاه في امره ونهيه, اوصله ذلك إلى الصراط المستقيم, فهو يحب الاّيراه الله الا فيما يحب


(١) - الحق الواضح المبين ص (٥٨و٥٩) .
(٢) - شرح القصيدة اللنونية للهراس ٢/٨٨.
(٣) - سورة ق الاية (١٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>