للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سرائره, الشهيد على كل شي, اما اسم الله الشهيد فقد ورد في القرآن في اكثر من موضع منها قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (١) وقوله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (٢) وقوله تعالى: {قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} (٣) ويعني اسم الله الشهيد انه المطلع على كل شي, فهو يشهد على كل شي اذ لايخفى عليه شي, وقد قال بعض العلماء ان الرقيب من اسماء الله الحسنى واسمه جل وعلا الشهيد مترادفان.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: (الرقيب) و (الشهيد) مترادفان، وكلامها يدلُّ على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان، قال تعالى: {إن الله كان عليكم رقيباً} (٤) {والله على كل شيء شهيد} (٥) ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد، فمتى علم العبد أنَّ حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك


(١) - سورة الحج الاية (١٧) .
(٢) - سورة المجادلة الاية (٦) .
(٣) - سورة الاسراء الاية (٩٦) .
(٤) - سورة النساء الاية (١) .
(٥) - سورة المجادلة الاية (٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>