للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاه احد الى دعوة, شرط عليه ان يوسع له مقدار المتكأة من الجلد يضع فيها كتابا ويقرأ.. وصدق قائلهم:

ما شابَ عَزمي وَلا حَزَمي وَلا خُلقي ... وَلا وَفائي وَلا ديني وَلا كَرَمي

وَإِنَّما اِعتاضَ رأسي غَيرَ صِبغَتِهِ ... وَالشَيبُ في الرأسِ دونَ الشيب في الشيمِ (١)

[الشباب يخلفه المشيب]

الشباب يمر وتاتي الشيخوخة والمشيب فاستنهض همتك في العمل الصالح الذي يبقى ذخره واجره قبل المشيب قال الشاعر:

من عاشَ أخلقتِ الأيّامُ جدّتهُ ... وخانَهُ الثقتانِ السمعُ والبصرُ

قالت عهدتُكَ مجنوناً فقلتُ لها ... إنّ الشبابَ جنونٌ برؤه الكبَرُ (٢)

وقال اخر:

نَقَض المشيبُ قوى الشباب ولم يَزل ... شَيْبُ الفتى لشبابِهِ نقَّاضا

لا بأسَ أَن نشرَ المشيبُ قِناعَه ... إِنَّ الجواهرَ تَقْبلُ الأعراضا

يا صاح ما في الشيبِ من عهد الصِّبا ... عِوَضٌ له أُضحى به معتاضا (٣)

اما المستوغر فهو يقول:

سَلني أُنَبِّئكَ بِآياتِ الكِبَر ... نَومُ العِشاءِ وَسُعالٌ بِالسَحَر

وَقِلَّةُ النَومِ إِذا اللَيلُ اِعتَكَر ... وَقِلَّةُ الطُعمِ إِذا الزادُ حَضَر

وَسُرعَةُ الطَرفِ وَتَحميجُ النَظَر...... وَتَركُكَ الحَسناءَ في قُبلِ الطُهُر

وَالناسُ يَبلَونَ كَما يَبلى الشَجَر


(١) - هذان البيتان للتهامي.
(٢) - هذان البيتان لأحمد بن أبي فنن١٨٨ - ٢٧٨ هـ / ٨٠٣ - ٨٩١ م أحمد بن صالح بن أبي معشر، أبو عبد الله بن أبي فنن. شاعر عباسي، كان مولى لبني هاشم. كان من الشعراء المشهورين في عصره حيث كان يجتمع مع عدد من شعراء عصره كل جمعة في القبة المعروفة بهم في جامع المدينة في بغداد أمثال علي بن الجهم، ودعبل له شعر جيد..
(٣) - هذه الابيات للصنوبري.

<<  <  ج: ص:  >  >>