للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولَربَّما رَضِيَ العدوُّ إِذا رأى....منك الجميلَ فصار غيرَ معاندِ

ورِضا الحسودِ زوالُ نعمتِكَ التي ... أُوتِيتَها من طَارفٍ أو تالدِ

فاصْبِرْ على غَيظِ الحسودِ فنارُهُ ... ترمي حشاهُ بالعذابِ الخالدِ

أوما رأيتَ النارَ تأكلُ نفسها ... حتى تعودَ إِلى الرَّمادِ الهامدِ

تضفو على المحسود نعمة ربِّهِ ... ويذوبُ من كَمَدٍ فُؤادُ الحاسدِ (١)

الكرام من الناس تُحسد

الكرام تُحسد, والفضيلة بين اللئام تُجحد, فإن شئت أن تكون من أهل الفلاح فلا تحسد لتُرشد, وقد جاء في شعر عمر بن لجأ التيمي:

إِنَّ العَرانينَ تَلقاها مُحَسَّدَةً ... وَلا تَرى لِلِئام الناسِ حُسّادا

كَم حاسِدٍ لَهمُ يَعيَ بِفَضلِهُمُ ... ما نالَ مِثلَ مَساعيهِم وَلا كادا

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما من احد له نعمة الاوجدت له حاسدا, ولو كان المرء اقوم من القدح لوجدت له غامزا, وما ضرت كلمة لم يكن لها خواطب. وقال علي رضي الله عنه: لاراحة لحسود, ولا اخاء لملول, ولا محب لسيء الخلق. ... أما الكميت بن زيد الأسدي فهو يقول:

إن يحسدوني فإني لا ألومهم ... قبلي من الناس أهل الفضل قد حسدوا

فدام بي وبهم مالي ومالهمُ ... ودامَ أكثرُنا غيظاً بما يَجِدُ

أنا الذي يجِدوني في حلوقهِم ... لا أرتقي صُعداً فيها ولا أردُ

وفي ديوان بشار بن برد:

إِن يَحسُدوني فَإِنّي غَيرُ لائِمِهِم ... قَبلي مِنَ الناسِ أَهلُ الفَضلِ قَد حُسِدوا


(١) - ديوان الطغرائي ص١٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>