للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتجمعوا الالحاف بالمساله فان الله عز وجل أثنى على زكريا واهل بيته فقال: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (١)

ولله در القائل:

مَنْ يَتَّقِ الله يُحْمَد في عَواقِبِه ... وَيكفِهِ شَرَّ مَنْ عزُّوا ومَنْ هانوا

واشدُدْ يَدْيكَ بحَبلِ الدِّينِ مُعتَصِماً ... فإنَّهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْكَ أركانُ

مَنِ استعانَ بغَيرِ اللهِ في طَلَبٍ ... فإنَّ ناصِرَهُ عَجزٌ وخِذْلانُ (٢)

[التقوى في القرآن الحكيم]

لقد وصف القرآن التقوى بانها صيانة النفس عن كل مايضر ويؤذي, والابتعاد عن كل مايحول بين الانسان والغايات النبيلة التي بها كماله في جسمه وروحه, ولهذا وصف الله المتقين بانهم الذين تحلوا بالفضائل الإنسانية الحقة (٣) ففي القرآن الحكيم يقول الرب العظيم: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} (٤) فالمتصفون بهذه الصفات السامية هم الذي وصفهم الله بصفة


(١) - سورة الانبياء الاية (٩٠) .
(٢) - هذه الابيات لابي فتح البستي.
(٣) - الروح الانساني ص ٢١١.
(٤) - سورة البقرة الاية (١٧٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>