للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكم قد راينا ظالماً متكبراً....يرى النجم تيهاً تحت ظل ركابه

فلما تمارى واستطال بجوره ... اناخت صروف الحادثات ببابه

فلا فضة تحميه عند انفضاضه ... ولا ذهب يثنيه عند ذهابه

[العدل في الأسماء الحسنى]

العدل اسم من أسماء الحق تبارك وتعالى، والعدل صفة من صفات الله تبارك وتعالى، والعدل أمر الله وكلماته، وقد جاء في القران الكريم: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (١) ، وجاء في سورة النحل: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (٢) ، فهو العدل سبحانه في تدبيره وتقديره، وهو سبحانه موصوف بالعدل في فعله، وأفعاله جاريه على سنن العدل، والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلا، فهي كلها بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة (٣) ، وقد جاء في صحيح البخاري وغيره: (إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) ، وقد عد منها في رواية الترمذي: (الْحَكَمُ الْعَدْلُ) ، وإذا كانت كلماته العدل فهو العدل لان كلماته هي كلامه، والعدل في صفة الله تعالى يكون وصفاً ذاتياً بمعنى: سلب الجور -الظلم- عنه، فالله تعالى العادل المطلق فهو يتصرف في عباده بالعدل في فعله وقوله وقضائه، وأمره ونهيه، وثوابه وعقابه، فخبره كله


(١) - سورة الانعام (١١٥) .
(٢) - سورة النحل (٩٠) .
(٣) - شرح اسماء الله الحسنى ص (١٣٩) ، وتفسير العلامة السعدي ج (٥) ص (٦٢٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>