للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[خصوصية الوطن الأول]

طالما حن الإنسان إلى منزله الأول ومسقط رأسه حيث ما حل وارتحل, وفي الأمثال الشعبية: "مسقط الرأس غالي". قال الشاعر:

كَم مَنزِلٍ في الأَرضِ يَألَفُهُ الفَتى ... وَحَنينُهُ أَبَداً لأَوَّلِ مَنزِلِ

نَقِّل فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِنَ الهَوى ... ما الحُبُّ إِلا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ

وللوطن على أهله حقوق يجب أن تراعى قال الشاعر:

وَلِلأَوطانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍّ ... يَدٌ سَلَفَت وَدَينٌ مُستَحِقُّ (١)

[في الانتقال عن الأوطان]

إن الانتقال عن الوطن لطلب العلم والمعرفة والتجارة وصلة الرحم للقيام بواجب أو أداء فريضة أو زيارة أخ أو بحث عن عمل مشروع أو غير ذلك من الأمور المشروعة التي تتوق إليها النفس ويسمو بها الإنسان ويرضى بها الرحمن محبب غير مذموم, بل أن بعض الشعراء قد رأى أن في التنقل عن الأوطان عز وذخر, فهذا الطغرائي يقول:


(١) - ديوان شوقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>