العفو خلق كريم، وسلوك مستقيم، يتحلى به كرام الناس فخلق الكريم من الناس العفو، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعفو عمن ظلمه ويحسن إلى من يسيء إليه، ولمّا وفد عليه كعب بن زهير وانشده القصيدة التي مطلعها بانت سعاد ومنها:
فالعاقل يترفع عن الأذى ويعفو عمن أساء, قال أبو حاتم رضي الله عنه: أغنى الناس عن الحقد من عظم عن المجازاة، واجل الناس مرتبة من صد الجهل بالحلم، وما الفضل إلا لمن يحسن إلى من أساء إليه، فأما مجازاة الإحسان إحسانا فهو المساواة في الأخلاق، فلربما استعملها البهائم في الأوقات، ولو لم يكن في الصفح وترك الإساءة خصلة تحمد إلا رجاحة النفس ووداع القلب لكان الواجب على العاقل أن لا يكدر وقته بالدخول