للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الامثال السائرة: النصح بين الملا تقريع, وقال سفيان قلت لمسعر: تحب ان يخبرك رجل بعيوبك؟ قال: اما ان يجي انسان فيوبخني بها فلا, واما ان يجي ناصحا فنعم.

قال ابن المبارك: كان الرجل اذا رأى من اخيه مايكره امره في ستر, ونهاه في ستر؛ فيؤجر في ستره, ويؤجر في نهيه. فأما اليوم اذا فانه اذا رأى احدٌ من احدٍ ما يكره استغضب اخاه, وهتك ستره. قلت وقد افاد ابن المبارك واجاد, فالناصح انما يبتغي بنصحه الاجر والثواب من العزيز الوهاب, أما اذا قصد غير ذلك من امور الدنيا التي يبتغي من ورائها جاها او مالا فربما ذهبت اماله وانقطع رجاؤه ولم يتحقق من وراء نصيحته نفع قال الشاعر:

ولرب راج حيل دون رجائه ... ومؤمل ذهبت به الامال

أما من قصد بالنصح رضاء الله وحده ونفع اخوانه واصلاح شؤنهم فلن فلن يهتك ستر اخوانه ولن يضيع اجر نصحه واحسانه, قال الشاعر:

ان كان حمدي ضاع في نصحكم ... فان اجري ليس بالضائع

[عدم قبول النصيحة حسرة وندامة]

من لم يقبل نصيحة العاقل تتعاظم عليه المشاكل, وقديما فيل من لم يقبل نصيحة اخوانه عاد ضرره عليه كالمريض الذي يترك مايصف له الطبيب ويعمد إلى ما يشتهيه فيهلك, فمن اعرض عن الحكماء واستخف بنصيحة العلماء ضل فالحزم الاخذ بالنصيحة, والبعد عن العجب الذي يؤدي إلى الهلكة والفضيحة, وفي الامثال السائرة: من اتم النصح الإشارة بالصلح, فمن استغنى بعقله ضل, ومن اكتفى برايه زل, والعاقل يلوم نفسه ولا يعجب برايه بل

<<  <  ج: ص:  >  >>