للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاخوة الدينية لاتحصل دون اداء الزكاة]

ان المسلم لاتحصل اخوته الدينية للمسلمين الا باداء الزكاة, واقام الصلاة فافضل الناس من اعطى زكاته بسماحة وشرف, وأدّى زكاة ماله برغبة ومحبة, ولم يشيع اخراجه بحسرة او يرسل وراءه العبرات, لان بناءه النفسي يقوم وحده بعيدا عن الشراهة والحرص, فهو يعلم ان الله سبحانه وتعالى يزكيه بهذا المال ويطهره ويحفظ ماله ويورثه العزة والشرف, بل يشعر بالسعادة حينما يكون قد أدى من جزءاً من ماله للفقراء والمساكين. وفي الذكر الحكيم: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} (١) فالحرص والعشق للمال الى درجة عدم اخراج ماافترض الله فيه يورث ضراوة تفتك بالضمائر والابدان, وتورث المذلة والهوان, وانظر الى ما يعقبه الحرص الشديد من قلق بالغ, فمن الحقائق المعروفة انه عندما تهبط قيمة الاسهم في البورصة ترتفع عند البعض نسبة السكر في البول والدم بين المضاربين؟ ويرحم الله احمد شوقي حيث يقول:

عَجِبتُ لِمَعشَرٍ صَلّوا وَصاموا ... ظواهر خِشيَةً وَتُقى كِذابا

وَتُلفيهُمُ حِيالَ المالِ صُمّاً ... إِذا داعي الزَكاةِ بِهِم أَهابا

لَقَد كَتَموا نَصيبَ اللَهِ مِنهُ ... كَأَنَّ اللَهَ لَم يُحصِ النِصابا

يُريدُ الخالِقُ الرِزقَ اِشتِراكاً ... وَإِن يَكُ خَصَّ أَقواماً وَحابى

فَما حَرَمَ المُجِدَّ جَنى يَدَيهِ ... وَلا نَسِيَ الشَقِيَّ وَلا المُصابا

وَلَولا البُخلُ لَم يَهلِك فَريقٌ ... عَلى الأَقدارِ تَلقاهُمُ غِضابا

وفي الذكر الحكيم: {فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} (٢) .

[الزكاة فيها حفظ المال والسلامة من شروره]

الزكاة فيها الثواب الجزيل, والعز المقيم, والخير الكثير, وفي ادائها حفظ المال وتحصينه, وتخليصه من الشرور, وفي الحديث النبوي الشريف: (إِذَا أَدَّيْتَ زَكَاةَ مَالِكَ فَقَدْ قَضَيْتَ مَا عَلَيْكَ) (٣) وفي رواية: (فقد ذهب عنك شره) (٤) وجاء في حديث اخر: (مَا تَلَفَ مَالٌ فِي بَرٍّ، وَلاَ بَحْرٍ إِلاَّ بِحَبْسِ الزَّكَاةِ) (٥) . فاذا اردت ان تجعل مالك في حصن منيع وان تحفظه من الضياع والسرقة فادّ زكاته, فقد ورد في السنة النبوية ان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (حصنوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة) (٦) وقد انذر الله الذين يبخلون ويمتنعون عن اداء الزكاة بقوله: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (٧) وانذر النبي صلى الله


(١) - سورة آل عمران الآية (٩٢) .
(٢) - سورة التوبة الآية (١١) .
(٣) - سنن ابن ماجه حديث رقم (١٧٧٨) .
(٤) - المعجم الاوسط رقم (١٥٧٩) .
(٥) - اتحاف الخيرة المهرة, وقال رواه البيهقي والطبراني في الاوسط حديث رقم (٢٠٥٣/٢) .
(٦) - المعجم الاوسط حديث رقم (١٩٦٣) .
(٧) - سورة آل عمران الآية (١٨٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>