للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا إيمان لمن لا صبر له) ، وقد قيل الكمال في ثلاث الثبات في الدين، وإصلاح المال، والصبر على النوائب.

[الصبر مفتاح النجاح]

الصبر مفتاح النجاح، وسبب الفلاح، وقديماً قيل: من علامة حسن النية الصبر على الرزية، ويرحم الله علي بن الجهم حيث يقول:

سهِّل على نفسك الأمورا ... وكن على مرها صبورا

وان ألمَّت صروف دهر ... فاستعن الواحد القديرا

فكم رأينا أخا هموم ... أعقب من بعدها سرورا

ورب عسر أتى بيسر ... فصار معسوره يسيرا

ويقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

إِصبِر قَليلاً فَبَعدَ العُسرِ تَيسيرُ ... وَكُلُّ أَمرٍ لَهُ وَقتٌ وَتَدبيرُ

وَلِلمُهَيمِنِ في حالاتِنا نَظَرٌ ... وَفَوقَ تَقديرِنا لِلّهِ تَقديرُ

وإذا كان المؤمن يعلم أن الله مصدر كل خير، وهو أولى بعرفان الجميل، وهو الذي يعين على الصبر، ويثيب عليه صبر صبراً جميلا، وليعقوب عليه السلام في الصبر الجميل مخاطباً أولاده الذي سولت لهم أنفسهم إلقاء يوسف عليه السلام في غيابة الجب ما حكاه الله في التنزيل {وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} (١) .


(١) - سورة يوسف (١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>