للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشاعر:

لَهَونا لَعَمرُ اللَهِ حَتّى تَتابَعَت ... ذُنوبٌ عَلى آثارِهِنَّ ذُنوبُ

فَيا لَيتَ أَنَّ اللَهَ يَغفِرُ ما مَضى ... وَيَأذَنُ في تَوباتِنا فَنَتوبُ (١)

وقال اخر:

نوح الحمام على الغصون شجاني ... وراى العذول صبابتي فبكاني

إن الحمام ينوح من خوف النوى ... وأنا انوح مخافة الرحمن

[الله يغفر الذنوب جميعا فلا تكن من القانطين]

ان الله جل وعلا قد جعل فرجا للمؤمن وجعل له فرصة للتخلص من ذنوبه فلا تيأس, ولا تكن محبطا, فالله جل وعلا يغفر الذنوب جميعا, ويدعوك الى الاستغفار والتوبة, فالشيطان يدعوك عند عمل معصية او ذنب الى الاستمرار فيه والاصرار عليه, فلا تتبع خطواته, ولا تصغ الى نصائحه فانه غاش, واسعد بالاستغفار, وبالتضرع الى العزيز الغفار, واستمع الى كلام الله عله يشرح صدرك ويزل همك وغمك: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (٢) وفي الحديث القدسي (يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ (٣)) فالشريعة سهلة ميسرة فلا تحزن ولا تقنط فاستغفر لذنبك فان في ذلك علاج نفسك وراحة بالك, واستقامة حالك, فالمقبل على الله بالاستغفار يبقى في الدنيا منتظم الحال مرفه البال, فالاستغفار من الذنب


(١) - هذان البيتان لابي العتاهية.
(٢) - سورة طه الاية (٨٢) .
(٣) - مسلم في صحيحه حديث رقم (٤٦٧٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>