للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الأحنف بن القيس: من ظلم نفسه كان لغيره اظلم، ومن هدم دينه كان لمجده اهدم (١) .

وقديماً قيل: العدل نتيجة العقل، والعفو نتيجة الشرف، ومن عدل في سلطانه استغنى عن أعوانه، والعدل ميزان الله وضعه للخلق، ونصبه للحق، فلا تخالفه في ميزانه، ولا تتعد حدوده وأحكامه، وفي الذكر الحكيم النبأ اليقين قال تعالى: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢) .

وقال الشاعر:

أرى العدل عند الناس مثل حروفه ... غدا مهملا لا يشغلون به جولا

ولكنه عند العزيز شريعة ... منزلة لن تقبل الدهر تبديلا

لقد جمل الدنيا به خالق الورى ... وكمل أحكام السياسة تكميلا (٣)

وصفُ الحسن البصري للإمام العادل

لقد أورد ابن عبدربه في العقد الفريد رسالة الحسن البصري إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز، وقد أجاد وأفاد في وصف الإمام العادل فقال: "إعلم يا أمير المؤمنين أن الله جعل الإمام العادل قوام كل مائل، وقصد كل جائر،


(١) - الفرائد والقلائد ص (٧) .
(٢) - سورة الحديد (٢٥) .
(٣) - وردت هذه الابيات في ديوان احمد فارس الشدياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>