تَجوبُ الدَهرَ نَحوَكَ وَالفَيافي.... وَتَقتَحِمُ اللَيالِيَ لا العُبابا
وَتُهديكَ الثَناءَ الحُرَّ تاجاً ... عَلى تاجَيكَ مُؤتَلِقاً عُجابا
[مرارة الغربة عن الأوطان]
إن الأنكى للقلب أن تتحكم يد النوى في المطرود عن بلاده فيبارحها بجسده ويبقى فؤاده مقيماً فيها, في ظل موت الأماني والآمال بالعودة إلى بلاده, وذلك كاغتراب شعراء فلسطين الذين طردتهم وشردتهم إسرائيل عن بلادهم وديارهم وأهلهم, وأغلقت دونهم كل أبواب الأمل في العود إلى مساكنهم ومراتع الصبا في بلدانهم, فترن في الأذان أصوات حنينهم, ونشيج ضلوعهم, بما يمزق النفس, ويقضي على صفو الحياة:
ما يهب النسيم إلا وجدنا ... طيه زفرة من الأوطانِ
تحمل الطلَّ للرياض وتذكي ... في الحشا لفحة من النيرانِ
آه ويح الغريب ماذا يقاسي ... من عذاب النوى وماذا يعاني (١)
أما الشاعر والأديب مطهر بن علي الإرياني في قصيدة المجد والألم فإنه يرى حب الوطن الذي عبّر عنه بالهوى ديناً فيقول:
أيا وطني جعلت هواك دينا ... وعشت على شعائره أمينا
إليك أزف من شعري صلاة ... ترتل في خشوع القانتينا
وفي الإيمان بالأوطان بر ... وتقديس لرب العالمينا
ومن يفخر بمثلك يا بلادي ... لا يعنيه لوم اللائمينا
(١) - انظر: حنين من الشعر العربي تأليف الدكتور العلامة أديب اليمن الكبير عبد الولي الشميري ص٢, الناشر: مؤسسة الإبداع صنعاء الطبعة الثانية ١٤٢٤هـ٢٠٠٤م.