للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوطن]

إن محبة الأوطان, ومؤانسة الإخوان, والتمتع بنعم الله الوهاب المنان, من أمور الفطرة التي جُبِل عليها الإنسان, وتتوق إليها أفئدة الشيوخ والكهول والشباب والولدان, فالحنين إلى الأوطان والشوق إليها في سائر الأزمان ومختلف البلدان, أمر طالما تحدث عنه الفصحاء, ونطق به البلغاء, ونظمه الشعراء, ويرحم الله يحيى بن إبراهيم جحاف حيث يقول:

إنما المقصد الحسن ... أبدا رؤية الوطن

واجتماعي بمن به ... وبقلبي الشجي سكن

وطني حيث لم يكن ... لي في غيره شجن

إنه برؤ ساعة ... من أذى البث والحزن

وهو قوت القلوب إن ... عافت الزبد واللبن

كلما عنَّ ذكره ... سنح الشوق لي وعن

وإذا حن طائر ... حن قلبي هوى وأن

يا نزول بسفحه ... أنتم من ذوي الفطن

هـ

إلى أن قال:

أصبح الروح في حبور ... وفي ريمة البدن

كم وكم فيه من رشا ... يشبه الشادي الأغن

قلت والروح في يديه ... مني الروح مرتهن

أبرزوا وجهه المليـ ... ـح ولاموا من افتتن

<<  <  ج: ص:  >  >>