للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صداقة الأشرار عار]

العاقل يستعيذ بالله من مصاحبة الأشرار, ومعاشرة الأنذال, فمصاحبة الأشرار داء عيا, وبلاء وأذى, فصديق من هذا القبيل ما هو إلا كالجاسوس يتتبع العثرات, ويدل على العورات, ما رأى من صالح دفنه, وما رأى من سيء أذاعه, وفي الأدعية المأثورة: (وأعوذ بك من خليل ماكرٍ عيناه تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها) .

فالصديق والجليس السيئ إن ذكرت الله لم يعنك, وإن نسيت لم يذكرك, وإن غفلت ولهوت حرضك على اتباع الهوى واللهو وترك الذكر والخير, فمن كان أصدقاؤه أشراراً كان شرهم, قال الشاعر:

وَصاحِبِ السوء كَالداءِ العياءِ إِذا ... ما اِرفَضَّ في الجِلدِ يَجري هاهنا وَهنا

يَبدي وَيخبرُ عَن عَوراتِ صاحِبه ... وَما يَرى عِندَهُ من صالِحٍ دَفَنا (١)

أما صالح بن عبد القدوس فيقول:

شر الاِخلاء مَن تَسعى لِترضيه ... وَلا يَزال عَلَيك الدَهر غَضبانا

وله أيضاً:

تجنب قرين السوء واصرم حباله ... فإن لم تجد عنه محيصاً فداره

وأحبب حبيب الصدق وأحذر مراءه ... تنل منه صفو الود ما لم تماره

وله أيضاً:

وَاِحذَر مُصاحَبَة اللَئيمِ فَإِنَّهُ ... يُعدي كَما يُعدي الصَحيح الأَجرَبُ

وَدع الكَذوب فَلا يَكن لَكَ صاحِباً ... إِن الكَذوب يَشين حراً يَصحب (٢)


(١) - الأمالي للقالي ج٢ص١٨٢ , والموسوعة الشعرية ص٣١١. والبيتان للمقنع الكندي.
(٢) - ورد هذان البيتان في ديوان صالح بن عبد القدوس, وكذلك في ديوان الإمام علي رضي الله عنه, والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>