للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند المعصية, واستشر في أمرك الذين يخشون الله, يقول الله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (١) .

قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يؤاخي إلا ذا فضل في الرأي والدين والعلم والأخلاق الحسنة, ذا عقل نشأ مع الصالحين, لأن صحبة بليد نشأ مع العقلاء خير من صحبة لبيب نشأ مع الجهال. قال الشاعر

لا يغرنك صديق أبدا ... لك في المنظر حتى تخبره

كم صديق كنت منه في عمى ... غرني منه زماناً منظره

كان يلقاني بوجه طلق ... وكلام كالآلي ينثره

فإذا فتشته عن غيبه ... لم أجد ذاك لود يضمره

فدع الإخوان إلا كل من ... يضمر الود كما قد يظهره

فإذا فزت بمن يجمع ذا ... فاجعلنه لك ذخراً تذخره (٢)

أما محمد مصطفى الماحي فهو يرى أن الخل الناصح أهدى وأنفع من الأخ الشقيق فيقول:

ولرب خل ناصحٍ مترفقٍ ... أهدى وأنفع من أخٍ وشقيقِ

وقال آخر:

تَكَثَّر مِنَ الإِخوانِ ما اِسطَعتَ إِنَّهُم ... بُطونٌ إِذا اِستَنجَدتَهُم وَظُهورُ

ومَا بكَثيرٍ أَلفُ خِلٍّ لِعاقِلٍ ... وَإِنَّ عَدُوّاً واحِداً لَكَثيرُ


(١) - سورة فاطر الآية (٢٨) .
(٢) - روضة العقلاء ص٧٢و٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>