الغيبة دأب اللئام, وهي من آفات اللسان, فمن نطق بالغيبة كثر غلطه, وحوسب على كلامه, وتضاعفت آثامه, وكثر عتابه, وفقد أصحابه؛ لقوله ما لا ينبغي, ووصفه للناس بما يؤذي, واتباعه للهوى, فمن غلبت عليه شهوة الكلام تطاول في أعراض الكرام, والغيبة رذيلة اجتماعية تولد الكراهية, وتضر بالعلاقات الإنسانية, وتسبب القطيعة والجفا, ولذا ورد النهي عنها في القرآن الكريم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلاَ تَجَسَّسُوا وَلاَ يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ}(١) , ومن ذا الذي يحب أكل لحم أخيه؟ إلا من ذكر غيره بما فيه من عيب ولم يحذر سموم الاغتياب إلى أن يقع في العذاب, فالمرء مؤاخذ بعزمه على المعصية, قال الشاعر:
أنى يكون أخي أو ذا محافظة ... من كنت في غيبه مستشعراً وجلا
إذا تغيب لم تبرح تظن به ... سوءاً وتسأل عمّا قال أو فعلا