للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال اخر:

أخي أنت دِرْعي إنْ ألمّت مُلِمّةٌ ... وإن فدحتْني عابساتُ النوازل

أخي أنت من نفسي دماؤك من دمي ... فإن كنتُ مأكولاً فكنْ خيرَ آكل

أأرمي أخي يا ويلَ ما صنعتْ يدي ... فيا ليتها كانتْ بغيرِ أنامل (١)

وفي الحديث (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ) (٢)

[معاداة ذوي القربا وقطيعتهم]

من تعمد ذم اقربائه دل على دناءة اخلاقه, واعترف بلؤم اعراقه, ومن انكر حسن الصنيعة, استوجب قبح القطيعة, ومن امتن في هبته وعطائه بالغ في اساءته وخيلائه ومن رجع في هبته, بالغ في خسته, ومن رضي لنفسه بالاساءة, شهد على نفسه بالرداءة, ومن اغلق عن اخيه بابه, ذم اليه خلقه وادابه, ومن بخل على نفسه بخيره لم يجد به على غيره, ومن تصرف على حكم المروءة دل على شرف الابوة. ومن كرم على الاقرباء دل على كرامة الاباء, فلا تسء الى من احسن اليك من القرابة ولاتعن على من انعم عليك, والتزم الادب مع الاقرباء, والاعتدال مع الاصدقاء, فانت تعلم ان


(١) - هذه الابيات لعلي الجارم١٢٩٩ - ١٣٦٨ هـ / ١٨٨١ - ١٩٤٩ م علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (١٩٤٢) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية..
(٢) - صحيح البخاري, باب يمين الرجل لصاحبه انه اخوه اذا خاف, حديث رقم (٦٤٣٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>