للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الادب ادبان: ادب شريعة وادب سياسة, فادب الشريعة ما أدى الى قضاء الفرض, وادب السياسة ما أعان على عمارة الارض, وانت مع القرابة محتاج لهما, حتى تؤدي مالهم من الواجب المفترض, وتجعل منهم قوة لك, فعادة الكرام الجود, وعادة اللئام الجحود, فاذا اذنبت فاعتذر, واذا اذنب اليك فاغتفر, فالمعذرة بيان العقل, والمغفرة برهان الفضل, واياك ان تسن فيهم مايعقب الوزر والاثم, قال الشاعر:

تلوم على القطية من اتاها ... وانت سننتها في الناس قبلي

وقال اخر:

إِذا كانَ في صَدرِ ابنِ عَمِّكَ إِحنَةً ... فَلا تَستَثرها سَوفَ يَبدو دَفينُها

وَإِن حَمأَةُ المَعروفِ أَعطاكَ صَفوَها ... فَخُذ عَفوَهُ لا يَلتَبِس بِكَ طينُها (١)

اما الشريف الرضي فهو يقول:

لِلذُلِّ بَينَ الأَقرَبينَ مَضاضَةٌ ... وَالذُلُّ ما بَينَ الأَباعِدِ أَروَحُ

وَإِذا رَمَتكَ مِنَ الرِجالِ قَوارِصٌ ... فَسِهامُ ذي القُربى القَريبَةِ أَجرَحُ

ولله در القائل:

وَإِنَّ اِمرِءاً لا يَتَّقي سُخطَ قَومِهِ ... وَلا يَحفَظُ القُربى لغَير مُوَفَّقِ (٢)


(١) - هذان البيتان لابي الطَمحان القَيني٤٥ ق. هـ - ٣٠ هـ / ٥٧٨ - ٦٥٠ م حنظلة بن شرقي، أحد بني القين، من قضاعة. شاعر، فارس، معمر، مخضرم عاش في الجاهلية، وكان فيها من عشراء الزبير بن عبد المطلب، وهو ترب له، أدرك الإسلام وأسلم ولم ير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) . وقيل في اسمه ونسبه: ربيعة بن عوف بن غنم بن كنانة بن القين بن جسر. وفي الأغاني: كان جيد الشعر وهو صاحب البيت المشهور:
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم ... دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
(٢) - هذا البيت لابي زبيد الطائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>