للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولبعض الحكماء: "من لم يكن عقله أغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصال الشر عليه". (١)

إغفال العقل

إن طالب الفضل بغير عقل ولا بصر تائه, قال ابن المقفع: إغفال المرء لمسألة العقل "أشد الفاقة" فهو مقدم على المال والغنى, لأن العقل هو الحارس للمال, ولذا فهو يفضله, "لأنه يحرز الحظ, ويؤنس الغربة, وينفي الفاقة, ويعرف الفكرة, ويثمر المكسبة, ويطيّب الثمرة, ويوجه السوقة عند السلطان.. ويكسب الصديق, ويكفي العدو". (٢)

قال الكميت بن زيد (٣) :

وما غُبن الأقوام مثلَ عقولهم ... ولا مثلها كسباً أفاد كسوبُها

[التجارب تزيد في العقل]

إن تقلب أحوال الناس وخوض التجارب معهم مما يزيد في عقل الإنسان ويرشده إلى حسن التعامل معهم, قال الشاعر:

ألم ترى أن العقل زين لأهله ... ولكن تمام العقل طول التجارب (٤)

أما الحارث بن كلدّة فهو يرى: أن من يتعظ بغيره سعيد, وأن في التجارب تحكيماً ومعتبراً, ولذلك فهو يقول:


(١) - الذريعة إلى مكارم الشريعة ص٩٣.
(٢) - الآثار الكاملة ص٢٩.
(٣) - الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي أبو المستهل (٦٠-١٢٦هـ/٦٨٠-٧٤٤م) شاعر الهاشميين، من أهل الكوفة، شتهر في العصر الأموي، وكان عالماً بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها, ثقة في علمه، وهو من أصحاب الملحمات, أشهر قصائده (الهاشميات-ط) ترجمت إلى الألمانية.
(٤) - أدب الدنيا والدين ص٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>