للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى) (١) وكان يقول: (حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ) (٢) ان الإسلام نظم وقفات كريمة يناجي الإنسان فيها ربه عدة مرات في اليوم الواحد يستريح فيها من الشقاء والعناء ويمجد فيها ربه ويستعينه ويسترضيه في صلاته التي حدد لها وقتا وزمنا معلوما, قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} (٣) وقال: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} (٤) .

[الحكمة من الصلاة]

ان المجتمع الانساني بحاجة الى قوة روحية ترفع من نفسية الافراد على وجه الاستمرار الى مُثل عليا, وذلك خشية ان تنحصر روابط الافراد في الحاجات المادية والمصالح الشخصية مما يؤدي الى الفساد في الارض, والصلاة هي التي تمد الجماعة الانسانية بالقوة الروحية التي لابد منها لصلاح المجتمع, اما من الناحية النفسية فالانسان اذا لم تتصل روحه بمبدعها ظهرت فيه مظاهر الوحشة والاكتئاب وعدم القناعة بشيء. وربما ظن ان وحشته واكتئابه حصل من عدم اخذ حظه من الملهيات فالقى بنفسه بين احضانها وجره ذلك الى تعاطي المسكرات, واقتراف المقبحات, والقنوط واليأس عن الخيرات, والاعراض عن فضل رب الارض السماوات, فيكثر الجزع والهلع,


(١) - سنن ابي داود حديث رقم (١١٢٤) .
(٢) - سنن النسائي حديث رقم (٣٨٧٩) .
(٣) - سورة النساء الآية (١٠٣) .
(٤) - سورة هود الآية (١١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>