للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي القرآن الحكيم: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا* إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} (١) من هنا يتبين لنا ان اتصال روح الإنسان بخالقها ولو لحظات في اليوم من الضروريات, ولهذا شرع الله الصلاة في الإسلام, وبهذا يدرك العقل الحكمة من الصلاة, فقد جعلها الله مفرجة للكروب, مزيلة للهموم, ميسرة للرزق مجلبة للخير, ومعينة على البر, وسبباً للرحمة, ووسيلة للراحة, ومفتاحا للصحة, ومزيلة للهلع, وسبباً لتوطين النفس على الثبات وقوة الجاش, لعلم المصلي ان كل شيء من الله جل او دق, وهي وسيلة للركون الى الله, وصلة للانسان بربه, ألا ترى ان الحق سبحانه وتعالى خاطب نبيه بقوله: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ} (٢) وقد جعل الله الصلاة سببا لنيل السعادة والفلاح في الدنيا والاخرة, فبالصلاة تنصلح الأحوال, وتتحقق الامال, وترتفع الدرجات, وبها يحصل للمؤمن ميراث الفردوس الأعلى من الجنة, قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٣) فمن ترك الصلاة كانت خسارته كبيرة, ومعيشته ضنكة, واحواله غير مستقرة, وعاقبته الخسران المبين, قال الشاعر:

خسرَ الذي تركَ الصلاةَ وخابا ... وأبلى مَعاداً صالحاً ومآبا


(١) - سورة المعارج الآيات (١٩-٢٣) .
(٢) - سورة الحجر الآيتان (٩٧-٩٨) .
(٣) - سورة المؤمنون الآيات (٩-١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>