للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجاهل يسيء الظن باخوانه ولا يفكر في جنايته وأشجانه, ولقد أحسن الذي يقول:

ما يستريح المسيء ظناً ... من طول غم وما يريح

وقل وجه يضيق إلا ... ودونه مذهب فسيح

من خفف الله عنه هبت ... من كل وجه إليه ريح

والجسم حيث استقر هاد ... والروح جوالة تسيح

كم تذبح الأم من بنيها ... كل بنيها لها ذبيح

لن يهلك المرء من سماح ... وقل ما يفلح الشحيح

قال أبو حاتم رضي الله عنه: "سوء الظن على ضربين: أحدهما منهي عنه بحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم, والآخر مستحب, فأما الذي نهى عنه فهو استعمال سوء الظن بالمسلمين كافة, وأما الذي يستحب من سوء الظن فهو كمن بينه وبين آخر عداوة أو شحناء في دين أو دنيا يخاف على نفسه مكره فحينئذ يلزمه سوء الظن بمكائده ومكره كي لا يصادفه على غرة بمكره فيهلكه", قال الشاعر:

وحسن الظن يحسن في أمور ... ويمكن في عواقبه ندامة

وسوء الظن يسمج في وجوه ... وفيه من سماجته حزامه (١)


(١) - روضة العقلاء ص١٠١و١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>