للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغضك تلفاً", ويروى عن بعض الحكماء أنه قال: "لا تكن في الإخاء مكثراً ثم تكن فيه مدبراً فيعرف سرفك في الإكثار بجفائك في الإدبار" (١) .

[الحب وآدابه]

للحب علامات ودلالات لا بد من التحلي بها والحرص عليها, فهناك: الإخلاص والوفاء والتألف والتضحية والإيثار والمناصحة والاشتياق إلى لقاء المحبوب, والغيرة عليه, والطاعة من لوازم الحب, والذكر له, قال الشاعر:

ولي فؤادٌ إِذا لج الغرامُ بِهِ ... هام اشتياقاً إِلى لُقْيا معذِّبِهِ

يفديكَ بالنفس صَبٌّ لو يكونُ لهُ ... أَعزُّ من نفسه شيءٌ فداك بِهِ (٢)

[آفات الحب]

من أعظم الآفات والعيوب التي تقضي على الحب وتفصم عراه؛ كثرة العتاب ودوامه, قال الشاعر:

لا تكثر العتابا تنفر الأصحاب ... فكثرة المعاتبة تدعو إلى المجانبة

وقال آخر:

إذا كنت في كل الإمور معاتباً ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

وكذلك سوء الظن بالمحبوب, وتعنيفه ولومه, والغيرة المذمومة, والانفعال المشؤم, وهناك أعداء للحب والمحبين مثل الحاقدين, والحاسدين, والفاسدين, والمغرضين, والطائشين, والنمامين, والدساسين, وشياطين الجن والإنس أجمعين.


(١) - مجمع الأمثال للميداني ص٢١٨, وهذا الكلام ينسب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٢) - روضة المحبين ص٢٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>