للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ذلك إشارة إلى ضرورة صهر الحديد عند صنعته, وفي الحديد وصناعته خير كبير, فمنه تصنع آلة الحرب ومنه تصنع القطارات والطائرات والدبابات والمدافع و......الخ.

[الطائرات السابحات في الجو]

الطائرات السابحات في الجو هي أقوى سلاح يرهب, وهي أسرع وسيلة لنقل الإنسان وما يحتاج إليه من المنافع, وهي رسل لأهل الشوق يطوفون بها البلدان ويصلون الإخوان ويتذكرون نِعم الرحمن, ويغفر الله لشوقي حيث يقول:

اِجعَلوها رُسلَكُم أَهلَ الهَوى ... تَحمِلُ الأَشواقَ عَنكُم وَالغَراما

وَاِستَعيروها جَناحاً طالَما ... شَغَفَ الصَبَّ وَشاقَ المُستَهاما

يَحمِلُ المُضنى إِلى أَرضِ الهَوى ... يَمَناً حَلَّ هَواهُ أَم شَآما

أما ابن الطيب الشرقي الفاسي (١) فهو يقول:

سافر إلى نَيلِ المَعَزَّ ... ةِ إنَّ في السفَرِ الظفَر

وانفِر لنَيلِ المجدِ فيمَن ... للمعالي قَد نَفَر

فالناسُ إِلفُكَ كلهم ... والأرضُ أجمَعُها مَقَر

فمتَى وجدتَ العزّ ... والعيشَ الهنيَّ أقِم تُبَر

[السفر يهدي إلى التعرف على عظمة الصانع جلت قدرته]

إن الإنسان حينما يتنقل بين البلدان يرى الأرض الجميلة والجبال الشامخة والبحار الهائجة والطيور السابحة في السماء والحيوانات المختلفة, والثمار اليانعة يهتدى إليه سبحانه وتعالى عن طريق مخلوقاته في هذا الكون ويعَلم أن الله قوي في مخلوقاته حكيم في صناعته ففي هذا الكون في الأرض وفي السماء مظاهر قوته, وأن الله جل وعلا عليم خبير لان في هذا الكون مظاهر علمه وخبرته, فإذا أردت أن تفكر في الكون وصلت إلى الله لأنه صنعته وعند ذلك تصل إلى معرفة الصانع الخالق للكون وتعرف تنظيمه وإحكامه, فترى الحكمة, وترى القدرة, وترى اللطف, وترى العطف, وترى الجمال, وترى الرحمة, فكل مظهر في الكون يدل على اسم من أسماءه أو على كل أسماءه, فكيف هدانا الله؟ الله قال: {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} (٢) , وقوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} (٣) ,


(١) - محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الفاسي المالكي، أبو عبد الله, (١١١٠-١١٧٠هـ/١٦٩٨-١٧٥٦م) , نزيل المدينة المنورة، محدّث، علامة باللغة والأدب, مولده بفاس، ووفاته بالمدينة، وهو شيخ الزبيدي صاحب تاج العروس، والشرقي نسبة إلى (شراقة) على مرحلة من فاس, من كتبه (المسلسلات) في الحديث، و (فيض نشر الانشراح-خ) حاشية على كتاب الاقتراح للسيوطي في النحو، و (إضاءة الراموس-خ) حاشية على قاموس الفيروزأبادي، مجلدان ضخمان، و (موطئة الفصيح لموطأة الفصيح-خ) مجلدان، شرح به (نظم فصيح الثعلب لابن المرحل) ، وشرح (كفاية المتحفظ) وشرح (كافية ابن مالك) ، وشرح (شواهد الكشاف) ، و (حاشية على المطول) ، و (رحلة) .
(٢) - سورة يونس الآية (١٠١) .
(٣) - سورة الشورى الآية (٢٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>