للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا ذا الَّذي يَشتَهي ما لا ثَوابَ لَهُ ... تَبغي الثَوابَ فَكُن حَمّالَ أَثقالِ

لا خَيرَ في المالِ إِلاّ أَن تُقَدِّمَهُ ... إِن لَم تُقَدِّمَهُ ما تَرجو مِنَ المالِ

فاعط السائل من مالك تكن من المحسنين, ولا تكن عليه متطاولاً تنال ثواب رب العالمين, وقد جاء في محكم التنزيل الثناء على من يعطي السائلين قال تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ * لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (١) .

[لا تبخل عن بذل المال]

لا تبخل عن بذل المال لمستحقه ولا تعطه لغير مستحقه, ويرحم الله طاهر بن الحسين حيث يقول:

لا تَبخَلَنَّ بدنيا وَهيَ مُقبِلَةٌ ... فَلَن يَنقِّصَها التَبذيرِ وَالسَرَفُ

وَإِن تَوَلَّت فَأَحرى أَن تَجودَ بِها ... فَالجُودُ فيها إِذا ما أَدبَرَت خَلَفُ (٢)

وفي الأمثال: "خير مالك ما نفعك, ولم يضع من مالك ما وعظك". ونظر ابن عباس إلى درهم بيد رجل فقال: "إنه ليس لك حتى يخرج من يدك". وقولهم: "تقتير المرء على نفسه توفير منه على غيره", قال الشاعر:

أنت للمال إذا أمسكته ... فإذا أنفقته فالمال لك (٣)

أما الشريف الرضي فهو يقول:

وَاِجعَل يَدَيكَ مَجازَ المالِ تَحظَ بِهِ ... إِنَّ الأَشِحّاءَ لِلوُرّاثِ خُزّانُ


(١) - سورة المعارج الآيتان (٢٤و٢٥) .
(٢) - غرر الخصائص ص٣٨٣. وينسب هذا البيت أيضاً للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(٣) - العقد الفريد ج٣ص٥٥ , وأمثال الرازي ص٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>