للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن القيم في تعريف الهمة: فعلة من الهم وهو مبدأ الإرادة ولكن خصوها بنهاية الإرادة فالهم مبدأها والهمة نهايتها (١) والهمة توصف بالعلو, وتوصف بالدنو. فالهمة العالية هي النية الصادقة, والعزمة الجازمة, والارادة القوية الرفيعة (٢) , اما الهمة الدانية: فهي ضعف النفس عن طلب المراتب العالية وقصور الامل عن بلوغ الغايات. وقيل هي ايثار الدعة, والرضا بالدون, والقعود عن معالي الامور, فاشحذ همتك ولا تكسل, فان العزيمة تأتي على قدر همم الرجال قال الشاعر:

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ ... وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها ... وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

[بالهمم العالية تنال المراد فاستعذ بالله من الكسل]

ان الهمة تولد مع الانسان وانما تقصر بعض الههم في بعض الاوقات او تفتر, فمتى رايت في نفسك عجزا فاسأل المنعم واستعن بالله ولا تهن ولا تحزن, وان اصابك كسل فاستعذ بالله منه فلن تنال خيرا الا بطاعة الله فمن الذي استعان بالله ولم يعنه ومن الذي اعرض عن الله فمضى بفائدة؟ فلا يغرك الشيطان ويشجعك على الكسل والبعد عن العمل, وفي الدعاء المأثور: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ) (٣) وفي الذكر الحكيم: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ


(١) - مدارج السالكين, ج٣/ ص٣.
(٢) - الهمة العالية للعلامة محمد بن ابراهيم الحمد, ص١٦.
(٣) - ابو داود في سننه حديث رقم (١٣٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>