للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الشباب]

الشباب قوة وفتوة وحركة ونشاط, وامل وعمل, والشباب مرحلة من مراحل العمر التي يَكتمل فيها بناء جسم الانسان, وتبرز فيها مواهبه, وتظهر شخصيته, ويعلو بنيانه, والشباب الحداثة, وكذا الشبيبة, وفي مرحلة الشباب يحقق الانسان احلامه, ويشتد عوده, وتظهر قوته, وتتجدد صحته, وتبرز مواهبه, ويتحول ضعفه إلى قوة, وفي الذكر الحكيم: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ} (١) .

والشباب صدر حياة الانسان وغرتها, فاذا قضى الانسان شرخ شبابه وريعانه في طاعة الحق واكرام الخلق, وانفق في البر فتوته, شبابه وعنفوانه, كان تاجا للخير وعنوانه, وفي الحديث الشريف: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامُ عادل وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ) (٢) فالانسان لايمل الشباب في حضر ولا سفر حتى تتصرم ايامه وتاتي الشيخوخة فتريه اسقامه.

قال الشاعر:

آلَةُ العَيشِ صِحَّةٌ وَشَبابٌ ... فَإِذا وَلَّيا عَنِ المَرءِ وَلّى


(١) - سورة الروم الاية (٥٤) .
(٢) - اخرجه البخاري, باب من جلس في المسجد ينتظر الصلاة حديث رقم (٦٢٠) . ومسلم, باب فضل اخفاء الصدقة حديث رقم (١٧١٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>