للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَ حَياةً وَإِنَّما الضَعفَ مَلّا (١)

وَإِذا الشَيخُ قالَ أُفٍّ فَما مَل

والشباب بهجة وسرور, ونفرة وغرور, فالشاب اللبيب لايستخف بشريف, ولايميلن إلى سخيف, ولايقولن هجرا, ولا يفعلن شرا, ولله درالقائل:

يا رافِلاً في الشَّبابِ الوَحْفِ مُنتشِياً ... مِنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الُّرشْدَ نَشْوانُ

لا تَغتَرِرْ بشَبابٍ وارِفٍ خَضِلٍ ... فكَمْ تَقدَّمَ قَبَل الشّيْبِ شُبّانُ (٢)

اما ابوالعتاهية فهو يقول:

أَلا ان الشباب ثياب لبس ... وَما الاموال الا كالظلال

فان يبل الشباب فكل شيء ... سمعت به سوى الرحمن بال

وقال اخر:

خُذْ من شبابِكَ صفوَ العيش مبتدِراً ... فقد أتاكَ نذيرُ الشَّيْبِ يبتَدِرُ

واستوفِ حظَّكَ منهُ قبل فُرقَتِه ... بحيثُ لا أثَرٌ يبقَى ولا خَبَرُ

بقيَّةٌ من شَبابٍ بانَ أكثرُهُ ... كأنَّهُ ليلُ وَصْلٍ كادَ ينحَسِرُ

فاعرِفْ لها حقَّها واشدَدْ يديكَ بها ... فإنّهُ الصفْوُ يأتي بعدَهُ الكَدَرُ (٣)

اما ابو الحسن التهامي فهو يقول:

شَيئانِ يَنقَشِعانِ أَوَّل وَهلَةٍ ... ظِلُّ الشَبابِ وَخِلَّةُ الأَشرارِ

لا حَبَّذا الشيب الوَفيُّ وَحَبَّذا ... شَرخ الشَبابِ الخائِنِ الغَدّارِ


(١) - هذان البيتان لابي الطيب المتنبي.
(٢) - هذان البيتان لابي الفتح البستي.
(٣) - هذه الابيات للطغرائي.

<<  <  ج: ص:  >  >>