للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روحي مع خالق الاكوان, ينتظر الرحمة والسعادة الابدية التي يأتي بها الله في الحياة الاخرة, فهي اعلا السعادة واشرفها. قال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذ} (١) وذلك هو الخير المحض, والفضيلة الصرف, والحياة الدائمة في الدار الاخرة, والعلم بلا جهل, والقدرة بلا عجز, والغنى بلا فقر, ولايمكن الوصول الى ذلك الا باكتساب الفضائل النفسية في الدنيا واستعمالها قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} (٢) .

[البحث عن السعادة]

كل من تراه على وجه الارض يبحث عن السعادة في عالم الارض, فكل من تراه يبحث عنها ويجتهد, ويجد في الوصول اليها, وقد يكون ذلك الباحث ملكا أو رئيسا أو زعيما رجلا أو امرأة كل هاؤلا وغيرهم من الناس على اختلاف وضعهم ومسؤلياتهم وظروف حياتهم يبحثون عن الحياة الطيبة, ويبحثون عن السعادة الدائمة, يبحث عنها اناس في ملك دولة يظنونه لايبلى, ويبحث عنها اخرون في زواج جميلة هيفاء, ويبحث عنها ثالث في مال يملؤ عليه بصره وقلبه, ويبحث عنها رابع في وظيفة أو سيارة أو حلم من احلام هذه الحياة, مع ان السعادة قريبة جدا ممن يطلبها في رسالة الله الى عباده عن طريق أنبيائه وعن طريق خاتم رسله, سيجدها في


(١) - سورة هود الاية (١٠٨) .
(٢) - سورة الاسراء الاية (١٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>