للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الايمان بالله والعمل الصالح, فالسعادة لاتعدو ان تكون ممارسة عملية لإحكام شريعة الله, وفي القرآن على ذلك دليل وشاهد: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١) ولعل هذا المعنى هو الذي حدى بالحسن البصري رحمه الله ليقول: "والله لو يعلم الملوك وابناء الملوك مانحن فيه من السعادة لجالدونا عليه بالسيوف"

اما العلامة محمد بن محمد المنصور (٢) فهو يقول:

قسما بربك إن لذةَ طاعةٍ ... لَتَفُوقُ لذاتِ الحُطامِ الفاني

ما المالُ ما الأبناءُ ما جَاهٌ وما ... مُلكٌ وكأسٌ واحتضانُ غواني

وقال اخر:

ان السعادة امر ليس يدركه ... أهل السعادة الا بالمقادير

مخزونة عن اناس طالبين لها ... وقد تساق الى قوم بتيسير (٣)

ان السعادة طاقة ايجابية نابعة من اعماق الانسان, لها قوه ولها مكونات من مبادئ واعمال, وقدر كل انسان يولد على كوكب الارض السعادة أو الشقاء, فالله تعالى يريد للانسان ان يكون سعيدا, ولكن قد تؤثر عوامل تربوية وبيئية كثيرة في نمط التفكير وعمل الانسان فيفقد هذه السعادة,


(١) - سورة النحل الاية (٩٧) .
(٢) - هو العلامة العابد الناسك الفاضل المجتهد/ محمد بن محمد بن اسماعيل المنصور الحسني اليماني من العلماء المعاصرين فيلسوف ومفكر اسلامي كبير وهو مرجع لعلماء الزيدية عرف بالاخلاق الكريمة والتواضع وله عدة ابحاث ومؤلفات مخطوطة وهو اديب كبير وشاعر فصيح له ديوان مطبوع اسماه لوامع من خواطر شواسع, وهذان البيتان من قصيدة له اسماها برق يماني مطلعها:
(علمي بربي شامخ الاركان ... بالعقل اشهده وبالقرآن) .
(٣) - اورد هذين البيتين الراغب الاصبهاني, في محاضرات الادباء منسوبة لمحمد بن عمر الوراق.

<<  <  ج: ص:  >  >>