للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دعاه بحسب الحال المقتضية وبحسب ما تقتضيه حكمته. وأما الإجابة الخاصة فلها أسباب عديدة، منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة، فإنَّ الله يجيب دعوته، قال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه) وسبب ذلك شدَّة الافتقار إلى الله وقوة الانكسار وانقطاع تعلقه بالمخلوقين، ولسعة رحمه الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها، فكيف بمن اضطر إليها، ومن أسباب الإجابة طول السفر والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه وصفاته، وكذلك دعوة المريض، والمظلوم، والصائم والوالد على ولده أو له، وفي الأوقات والأحوال الشريفةمثل أدبار الصلوات، وأوقات السحر، وبين الأذان والإقامة، وعند النداء، ونزول المطر واشتداد البأس، ونحو ذلك (إن ربي قريب مجيب) (١) .

[ثمرة معرفة اسم الله القريب المجيب]

اذا عرف المكلف ان الله جل وعلى قريب مجيب وجب عليه ان يؤمن به ويخلص له في العباده ويرغب اليه بالتوبة, فهو الذي ينيل السائل مايريد ولايقدر على ذلك غيره, فمن عرف ذلك فليتوجه الى الله سبحانه وتعالى بالدعاء والتضرع واظهار الافتقار الى الله والاعتماد عليه, والعلم بانه سميع الدعاء عالم بالبلاء, خابر للسراء والضراء, قادرعلى اجابه كل داع واعطائه سؤاله, وان يكون مستجيبا لله مطيعا له فهو يعلم سر الإنسان وجهره, والله سبحانه وتعالى يحب ان تدعوه, وان تلجا اليه , وان تتصل به, وان تناجيه,


(١) - شرح اسماء الله الحسنى ص١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>