للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مفردات الحب]

يتميز المحبون من الناس لخالقهم, ولما أودعه الله في هذا الكون من نعم؛ بالعواطف النبيلة, وحسن التعبير, وللعرب في العواطف الإنسانية قصب السبق.

وقد تحدث الكثير من الباحثين: بأن للمحبة في لسان العرب ستين اسماً, نذكر منها على سبيل المثال ما أورده الإمام ابن القيم في روضة المحبين ونزهة المشتاقين: "المحبة, والعلاقة, والهوى, والصبوة, والصبابة, والشغف, والمقة, والوجد, والكلف, والتتيم, والعشق, والجوى, والدنف, والشجو, والشوق, والخلابة, والبلابل, والتباريح, والسدم, والغمرات, والوهل, والشجن, والاعلاج, والاكتئاب, والوصب, والحزن, والكمد, واللذع, والحرق, والسهد, والأرق, واللهف, والحنين, والاستكانة, والتبالة, واللوعة, والجنون, والفتون, واللمم, والخبل, والرسيس, والداء المخامر, والود, والخلة, والحِلم, والغرام, والهيام, والتدليه, والوله, والتعبد". (١)

[ضرورة الحب وحاجة الناس إليه]

يمثل الحب عاطفة إنسانية نبيلة, ونعمة ربانية جليلة؛ تلبي متطلبات الإنسان في حياته, وتسعده في أغلب أوقاته, فعاطفة الإنسان وحبه تلبي رغبته الفطرية والضرورية, فينتشر التعاطف والتلاطف؛ الذي يحصل به التآلف, والمشاركة في بناء الحياة, ألا ترى أن الحق سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (٢) , والتعارف يؤدي إلى التآلف الذي يعلمنا أدب القول وحسن التصرف, فما الحضارات التي تشهدها البشرية إلا ثمرة من


(١) - روضة المحبين ونزهة المشتاقين للعلامة شمي الدين محمد بن أبي بكر القيم الجوزية, تحقيق الدكتور السيد الجميلي ص٣١ , الناشر: دار الكتاب العربي بيروت ١٤٠٥هـ١٩٨٥م.
(٢) - سورة الحجرات الآية (١٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>